أعلنت وزارة الصحة عن توفر المصل واللقاح المضاد لداء الكلب في جميع المؤسسات الصحية بالعراق، مؤكدة أن الوقاية من هذا المرض الفيروسي القاتل ممكنة فقط خلال الساعات الأولى بعد التعرض للعضة أو الخدش.
وقال المتحدث باسم الوزارة، سيف البدر، إن "داء الكلب مرض فيروسي قاتل، وليس كل كلب مصاباً به، إلا أن السلامة الصحية تقتضي اعتبار أي عضة كلب حالة طارئة تستوجب مراجعة أقرب مؤسسة صحية فوراً".
وأضاف أن "العلاج الوقائي من داء الكلب يمر بعدة مراحل، تبدأ بتنظيف الجرح الناتج عن العضة أو الخدش تنظيفاً جراحياً دقيقاً، ثم إعطاء اللقاح أو المصل المضاد، حيث تُعطى الجرعة الأولى خلال دقائق أو ساعات من التعرض للإصابة، يليها نظام خاص بعد 3 أيام، ثم بعد أسبوع، وبعد أسبوعين، وأخيراً بعد أكثر من 20 يوماً، مع متابعة الحالة من قبل فريق طبي متخصص".
وأردف أن "فيروس داء الكلب خطير جداً، ولا يوجد علاج له داخل العراق أو خارجه بعد ظهور الأعراض، وتكون نسبة الوفاة 100 بالمئة في حال بدء نشاط الفيروس داخل جسم الإنسان"، مبيناً أن "الوقاية ممكنة فقط خلال الساعات الأولى بعد التعرض للعضة".
وزاد أن "المصاب قد تظهر عليه أعراض تشمل السعال، والهلوسة، والتهابات الدماغ، والخوف من الماء، ويتوفى خلال أيام قليلة".
وبين أن "أغلب حالات الشكاوى والانتقادات الموجهة إلى وزارة الصحة تعود إلى إهمال مراجعة المؤسسات الصحية بعد التعرض لعضة كلب، خصوصاً إذا كانت الإصابة بسيطة، حيث يتم مراجعة المستشفى بعد ظهور الأعراض، وفي تلك الحالة لا يكون هناك علاج سوى الرعاية التحفظية، ما يؤدي إلى سوء فهم لدى المواطنين حول توفر اللقاحات أو تقصير الوزارة".
وفيما يتعلق بظاهرة الكلاب والحيوانات السائبة، أكد البدر أن "مكافحتها ليست من مسؤولية وزارة الصحة، بل تقع ضمن مهام لجان محلية في كل محافظة برئاسة المحافظ، وعضوية أمانة بغداد في العاصمة، والجهات الأمنية، ووزارة الزراعة، ودائرة البيطرة، مع مشاركة وزارة الصحة كعضو ضمن هذه اللجان".
وأوضح أن "دور وزارة الصحة يتركز على التشخيص والعلاج والتوعية الصحية، سواء فيما يخص داء الكلب أو الحمى النزفية"، لافتاً إلى أن "التعامل المباشر مع الحيوانات المصابة ليس من اختصاص الوزارة، وإنما من مسؤولية الجهات المدنية المختصة كوزارة الزراعة والبيئة والحكومات المحلية والبلديات والقوات الأمنية".
وأشار إلى أن "المصل واللقاح المضاد لداء الكلب متوفران في جميع المؤسسات الصحية، ولا سيما ردهات الطوارئ والمستشفيات الرئيسة في بغداد والمحافظات، وفق بروتوكول صحي معتمد للتعامل مع هذه الحالات".
ودعا البدر الجهات المعنية إلى "تكثيف جهودها لمعالجة ظاهرة الكلاب السائبة"، لافتاً إلى أن "الحالات المسجلة رسمياً بداء الكلب في العراق محدودة".
واختتم بالقول إن "الوزارة تتعامل مع أي عضة كلب على أنها محتملة لنقل المرض وتتخذ الإجراءات الوقائية اللازمة فوراً"، محذراً من "الخلط بين الإصابة بعضة كلب والإصابة الفعلية بداء الكلب".