يستمر الخطاب الطائفي في العراق في الازدياد، حيث يطلقه العديد من السياسيين والإعلاميين ومدوني مواقع التواصل الاجتماعي القريبين من القوى الحاكمة. يتضمن هذا الخطاب إساءات للرموز الدينية، وخصوصاً صحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وزوجاته.
شخصيات من القوى المتنفذة في الحكم تتبنى شعارات تتضمن إساءات طائفية تستهدف الرموز الدينية والمكون السني، مما يثير قلق المراقبين بشأن تأثير ذلك على النسيج الاجتماعي العراقي. وقد أسفرت هذه الخطابات في الماضي عن حروب أهلية طاحنة، مما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف من العراقيين.
أشار مدونون إلى أن تكرار هذه الإساءات يعود لغياب الإجراءات القانونية الرادعة، حيث إن المقربين من جهات سياسية ومسلحة لا يتعرضون للملاحقة. في الأيام الأخيرة، أثار شاعر ضجة بعد أن ألقى قصيدة تضمنت إساءات للصحابة، مما أدى إلى اعتقاله من قبل لجنة المحتوى الهابط التابعة لوزارة الداخلية.
أكد مصدر أمني أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق الشاعر، مشيراً إلى أن هذه الإساءة تشكل مخالفة واضحة للقوانين النافذة. ويدعو الخبراء القانونيون إلى تفعيل العقوبات الخاصة بالإساءة للرموز الدينية، حيث نصت القوانين العراقية على عقوبات تتراوح بين الحبس والغرامة المالية.
كما أشار الناشطون السياسيون إلى ضرورة تطبيق عقوبات أشد على من يثير الخطاب الطائفي، محذرين من أن هذه التحريضات قد تؤدي إلى إشعال فتنة طائفية جديدة. في وقت سابق، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي انتقادات واسعة للسلطات العراقية بسبب غياب العقوبات الرادعة لمطلقي الشعارات الطائفية.
وفي ختام النقاش، شدد الخبراء على أهمية وقف هذه الأصوات المثيرة للفتنة وتفعيل القوانين لحماية الوحدة الوطنية والسلم المجتمعي في العراق.