حذر مسؤولون عراقيون من المخاطر التي تواجه الآثار التاريخية في العراق، التي تمثل حضارات عريقة، وذلك بسبب التآكل الناتج عن تغير المناخ. حيث يزداد مستوى ملوحة التربة جراء الظروف الجوية القاسية، مما يلحق الضرر بالأطلال التاريخية في مدن مثل أور وبابل.
تتعرض مقبرة أور الملكية، التي اكتشفها عالم الآثار البريطاني السير ليونارد وولي، لخطر الانهيار نتيجة تراكم الأملاح التي تؤثر على الطوب اللبن. وأوضح كاظم حسون، المفتش في دائرة الآثار بذي قار، أن تغير المناخ أدى إلى تدمير أجزاء مهمة من المقبرة، مشيراً إلى: "هذه الأملاح ظهرت نتيجة الاحتباس الحراري، وتغير المناخ أدى إلى تدمير أجزاء مهمة من المقبرة، إضافة إلى أجزاء أخرى في مدينة أور الأثرية."
وتعاني زقورة أور، المعبد الذي يعود تاريخه لأكثر من 4000 عام، من التآكل، حيث اختفت أجزاء من الطبقة الثانية من الزقورة، بحسب عبد الله نصر الله، عالم الآثار في دائرة الآثار بمحافظة ذي قار. وقد أضاف: "الرياح الشمالية هي العامل الأساس في تآكل أجزاء البناء، خصوصاً في الجزء الشمالي الذي يتأثر بالكثبان الرملية."
تتعرض المواقع الأثرية في بابل أيضاً لخطر الملوحة العالية، حيث أكد منتصر الحسناوي، المدير العام لوزارة الثقافة والسياحة، على ضرورة الترميم، إلا أن نقص التمويل يمثل تحدياً كبيراً. وأشار الحسناوي إلى أن المواد الطينية المستخدمة في بناء الأبنية القديمة، والتي تم استخراجها في ظروف ملوحة أقل، أصبحت أكثر عرضة للتدهور بسبب تغير المناخ.
كما ذكر الحسناوي أن المعالجات غير الصحيحة التي تمت في العقود الماضية جعلت هذه الأبنية أكثر عرضة للخطر، مؤكداً أن "مشاكل التملح تزيد من تعقيد الوضع، وقد تؤدي إلى اندثار العديد من المدن الأثرية."
ختاماً، دعا الحسناوي إلى ضرورة الانتباه إلى آثار العراق والعمل على حل المشكلات المتعلقة بترميمها، واستثمار الفرص المتاحة لجذب بعثات أجنبية للمساعدة في الحفاظ على هذه الآثار.