فصائل عراقية مسلحة تعلن عن نزع سلاحها: استجابة للضغوط الأمريكية أم مناورة سياسية؟
في خطوة مفاجئة، أعلنت عدة فصائل عراقية مسلحة عن تخليها عن سلاحها، الذي تمسكت به لفترة طويلة، ورفضت دعوات حصره بيد الدولة. وأكدت أربع فصائل مسلحة، هي عصائب أهل الحق وكتائب الإمام علي وكتائب سيد الشهداء وأنصار الله الأوفياء، قبولها بدعوات حصر السلاح بيد الدولة.\n\nتأتي هذه الخطوة في ظل تحذيرات أمريكية متكررة، حيث أبدت واشنطن رفضها لاستمرار نفوذ السلاح في العراق وشاركت الفصائل في تشكيل الحكومة المقبلة. وعلى الرغم من تحقيق الفصائل المسلحة لثلث مقاعد البرلمان في الانتخابات الأخيرة، فإنها قد تجد نفسها في مواجهة صعبة مع الولايات المتحدة، مما يجعل استمرارها في العمل العسكري أمراً مستبعداً.\n\nوقوبل إعلان الفصائل بجدل واسع في الشارع العراقي، حيث اعتبره البعض استسلاماً للإملاءات الأمريكية، بينما رآه آخرون خطوة إيجابية نحو تعزيز مؤسسات الدولة.\n\nوفي هذا السياق، أشاد رئيس مجلس القضاء في العراق، فائق زيدان، باستجابة الفصائل لحصر السلاح بيد الدولة، معبراً عن شكره لقادة الفصائل على تقبلهم للنصائح الخاصة بفرض سيادة القانون.\n\nتشير بعض المعلومات إلى وجود نية أمريكية لتنفيذ عمليات عسكرية ضد الفصائل إذا لم تستجب لدعوات نزع السلاح. وفي الوقت نفسه، نفت أجهزة المخابرات العراقية تلقيها أي تحذيرات بوجود ضربات عسكرية على العراق.\n\nفي المقابل، تمسكت كتائب حزب الله وحركة النجباء بفكرة الاحتفاظ بالسلاح، مشيرتين إلى أن أسباب حمل السلاح لا تزال قائمة. \n\nمن جهته، وصف الباحث السياسي عبد القادر النايل الخطوة بأنها تأتي ضمن خطة إيرانية للتضليل، مشيراً إلى أن الفصائل قد تعود إلى وضعها السابق بعد انتهاء الضغط الأمريكي. \n\nفي الوقت نفسه، أشار الباحث مجاشع التميمي إلى أن الإعلان قد يكون مجرد مناورة لفتح باب الاندماج السياسي، في ظل تداخل عوامل ضغط خارجي وتغيرات في البيئة الإقليمية. \n\nوأخيراً، أكد الكاتب غانم العابد أن استجابة الفصائل لنزع سلاحها ليست وليدة اللحظة، بل جاءت نتيجة تفاهمات ومفاوضات سابقة، مما قد يفتح باباً لسيناريوهات سياسية جديدة في العراق.
2025-12-21 18:15:24 - مدنيون