تحذيرات من تلوث وجفاف نهر دجلة وتأثيره على سكان جنوب العراق

حذر خبراء بيئيون من مخاطر تلوث وجفاف نهر دجلة، مشيرين إلى أن استمرار تدهور أوضاعه يهدد حياة ملايين العراقيين، ويعرض مجتمعات دينية تاريخية، مثل الصابئة المندائيين، لخطر الاندثار.\n\nوأوضح الشيخ نظام كريدي الصباحي، أحد رجال الدين الصابئة المندائيين، أن "استخدام المياه الجارية شرط أساسي في العقيدة المندائية، حتى في الشرب"، محذراً من أن النهر قد لا يبقى جارياً في المستقبل القريب. وبيّن أن "الماء يشكّل محوراً أساسياً في الديانة المندائية، حيث تتطلب جميع المناسبات الدينية والحياتية طقوس تطهير بالماء".\n\nوأشار إلى أن "الصابئة المندائيين يُعدّون من أقدم أتباع الديانات الغنوصية في العالم، وقد استوطنوا جنوب العراق منذ أكثر من ألف عام، ولا سيما في محافظة ميسان"، حيث يمثل نهر دجلة ركناً روحياً وعقائدياً.\n\nبدوره، أكد مؤسس منظمة "حماة دجلة" غير الحكومية، سلمان خير الله، أن "حياة العراقيين وحضارتهم تعتمد بشكل كامل على نهري دجلة والفرات"، محذراً من أن "استمرار هذا التراجع يهدد الأمن البيئي والصحي في البلاد".\n\nوتشير التقارير إلى أن "صحة نهر دجلة تشهد تدهوراً مستمراً منذ عقود"، حيث تعرضت البنية التحتية للمياه لأضرار جسيمة، مما أدى إلى تدفق مياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى الأنهار. وقد أظهرت دراسة أن "نحو 30% فقط من الأسر الحضرية في وسط وجنوب العراق مرتبطة بشبكات معالجة مياه الصرف الصحي".\n\nكما يُستقبل النهر كميات كبيرة من الملوثات تشمل النفايات البلدية، والأسمدة والمبيدات الزراعية، مما يزيد من مستويات التلوث. وقد تراجعت كميات المياه الواصلة إلى بغداد بنسبة 33% خلال الثلاثين عاماً الماضية، نتيجة إنشاء سدود كبرى في تركيا ومشاريع مائية نفذتها إيران.\n\nوحذرت التقارير من أن "التغير المناخي زاد من خطورة الوضع، حيث سجل العراق انخفاضاً في معدلات الأمطار بنسبة 30%"، مع توقعات بتجاوز الطلب على المياه العذبة حجم المعروض بحلول عام 2035.

2025-12-16 13:00:37 - مدنيون

المزيد من المشاركات