كشف الباحث في الشأن السياسي عقيل عباس عن خلفيات الزيارات الأمريكية الأخيرة إلى بغداد، مشيراً إلى أن زيارة توم باراك كانت ذات طابع سياسي بارز، وتهدف بشكل أساسي إلى منع الفصائل المسلحة العراقية من دعم حزب الله في حال تعرض لبنان لهجمات واسعة من قبل إسرائيل.
وأوضح عباس في لقاء تلفزيوني أن "واشنطن تمتلك معلومات استخبارية حول نقل إيران أسلحة متطورة للفصائل العراقية، تحضيراً لاحتمال دخولها في المواجهة لدعم حزب الله، وفقاً لرؤية إيرانية تعتبر أن القضاء على حزب الله سيساهم لاحقاً في عمل عسكري ضد إيران نفسها".
وأشار إلى أن هذه التحركات تسبق زيارة مرتقبة للمبعوث الرئاسي الأمريكي مارك سافايا خلال أسبوعين، والتي ستتناول ملف تفكيك الفصائل المسلحة بشكل مباشر. وبيّن أن "الإدارة الأمريكية ترى أن بقاء السلاح خارج إطار الدولة هو العقدة الأساسية التي تربط العراق بإيران وتجعل العراق تابعاً لها".
وأكد عباس أن "الولايات المتحدة لن تعترض على دخول ممثلي الفصائل إلى البرلمان، لكنها تعارض بقاء ازدواجية السياسة والسلاح"، محذراً من أن "واشنطن قد تلجأ إلى رفع الحماية عن العراق تجاه الضربات الإسرائيلية أو استخدام أدوات ضغط اقتصادية إذا لم تُتخذ خطوات جدية لحصر السلاح بيد الدولة".
وأضاف أن "إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تُفضل التجديد لمحمد شياع السوداني، لكنها غير مستعدة لاستخدام الضغط المباشر لفرض ذلك"، مشيراً إلى أن "واشنطن تريد علاقة عراقية – إيرانية طبيعية، لكن دون تبعية".
وفيما يتعلق بجلسة مجلس الأمن الدولي المرتقبة، قال عباس إن "إحاطة المبعوث الأممي محمد الحسان ستكون مهمة، خصوصاً في تقييمه لنتائج الانتخابات"، لافتاً إلى أن "موقف البعثة الحالية بدا منسجماً بشكل غير مسبوق مع الحكومة والإطار التنسيقي".
وأشار إلى أهمية معرفة ما إذا كانت الأمم المتحدة ستتناول ملفات السلاح والفساد كما هو معتاد، مختتماً حديثه بالقول: إن "الجلسة قد تكون من بين آخر الإحاطات، خاصة مع اتجاه العراق لعدم تجديد عمل البعثة الأممية".