أظهرت دراسة حديثة أن النساء يعانين من فقدان الصحة بمعدلات أعلى مقارنة بالرجال نتيجة للصداع، حيث يشكل الصداع النصفي حوالي 90% من حالات الإعاقة المرتبطة بالصداع، رغم أن الصداع التوتري أكثر انتشارًا بحوالي الضعف.
ورغم ندرة الصداع النصفي مقارنة بالصداع التوتري، إلا أنه يُعتبر الأكثر تعطيلًا للأنشطة اليومية ويشكل العبء الأكبر ضمن اضطرابات الصداع على مستوى العالم.
وأشارت النتائج إلى أن أعلى معدلات الإعاقة الناتجة عن الصداع النصفي تسجل في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، تليها المناطق مرتفعة الدخل مثل أوروبا وأمريكا الشمالية، مع بقاء العبء مرتفعًا في جميع أنحاء العالم.
كما أبرزت الدراسة أن الإفراط في استخدام الأدوية يزيد من عبء الصداع، حيث يمثل الصداع الناتج عن سوء استخدام الأدوية أكثر من 20% من حالات الإعاقة المرتبطة بالصداع عالميًا، إذ بلغ هذا الرقم 22.6% لدى الرجال و14.1% لدى النساء في حالات الصداع النصفي، و58.9% لدى الرجال و56.1% لدى النساء في الصداع التوتري.
وأكد الباحثون أن جزءًا كبيرًا من هذا العبء يمكن الوقاية منه من خلال تحسين إدارة العلاج وتوسيع نطاق الرعاية الصحية، خصوصًا في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل التي تعاني من نقص انتشار العلاجات الفعالة.
وأشار المؤلف الرئيسي للدراسة إلى أن إدماج خدمات إدارة الصداع ضمن الرعاية الصحية الأولية يمكن أن يقلل من فقدان الإنتاجية ويحسن جودة حياة مئات الملايين من الأشخاص حول العالم.
وتستمر اضطرابات الصداع في كونها واحدة من أكثر الحالات الصحية شيوعًا وتعطيلًا، مع تفاوت واضح بين الجنسين، وتفاقم كبير نتيجة الإفراط في أدوية الألم، الذي يمثل سببًا قابلًا للوقاية من الألم المزمن والإعاقة.