افتتاح وشيك لمصفاة البصرة الجديدة لتحويل النفط الأسود إلى وقود عالي الجودة

أعلن مدير عام شركة مصافي الجنوب حسام حسين ولي عن قرب افتتاح مصفاة البصرة الجديدة، التي تمتاز بمطابقتها للمعايير البيئية العالمية، وستعمل بطاقة إنتاجية تصل إلى 50 ألف برميل يومياً من النفط الأسود المكرر.\n\nوأشار ولي في تصريح صحفي إلى أن التشغيل الابتدائي للوحدتين 11 و12، اللتين تنتجان مادتي البنزين عالي الأوكتان وزيت الغاز المهدرج، يجري بشكل تدريجي، قبل الانتقال إلى مرحلة التشغيل النهائي للمصفاة. ومن المتوقع أن يتم الافتتاح الرسمي للمشروع خلال الأيام القليلة المقبلة في احتفالية خاصة تنظمها وزارة النفط.\n\nوأوضح ولي أن المصفاة تعتمد على تكنولوجيا حديثة لتحويل النفط الأسود الفائض إلى منتجات نفطية عالية القيمة، تشمل البنزين عالي الأوكتان والديزل المهدرج، بالإضافة إلى غازات أولفينية ومنتجات أخرى مطابقة للمواصفات الأوروبية (يورو 5). وأكد أن هذه التقنيات تسهم في تقليل الانبعاثات وتحسين جودة الهواء في مناطق الإنتاج.\n\nوأضاف أن المشروع يمثل ركيزة مهمة في استراتيجية وزارة النفط الهادفة إلى تطوير قدرات التكرير المحلية وتحقيق الاكتفاء الذاتي بالمشتقات النفطية، فضلاً عن توفير العملة الصعبة من خلال تقليص كميات الوقود المستوردة، حيث تقدر الوفورات الناتجة عن تقليل الاستيراد بمليارات الدولارات سنوياً.\n\nوأشار إلى أن الطاقة التصميمية للمصفاة تصل إلى إنتاج أكثر من 4.2 مليون لتر من البنزين عالي الأوكتان بدرجة 95 يومياً، بالإضافة إلى 1.6 مليون لتر من زيت الغاز المهدرج الخالي من الكبريت، وهو ما يغطي حوالي 20% من الحاجة الفعلية للسوق المحلية من الوقود.\n\nكما أشار ولي إلى أن الطاقة التكريرية الحالية لمصافي الجنوب تجاوزت 300 ألف برميل يومياً من المشتقات البيضاء، بما في ذلك البنزين وزيت الغاز ومادة النفثا والغاز السائل المستخدم للأغراض المنزلية. ولفت إلى أن وزارة النفط تواصل توسعة مشاريع التكرير من خلال تطوير مصافي ميسان وذي قار ومواقع أخرى في المحافظات الجنوبية.\n\nوبيّن أن الوزارة تعمل أيضاً على إقامة مشاريع استثمارية كبرى بالتعاون مع شركات عالمية رائدة، بما في ذلك مشروع مصفاة الفاو الاستثمارية بطاقة تصميمية تصل إلى 300 ألف برميل يومياً. من المتوقع أن تسهم هذه المشاريع في رفع الطاقة التكريرية الكلية للعراق إلى نحو مليون برميل قياسي يومياً في السنوات المقبلة.\n\nوأكد ولي أن تحقيق هذا المستوى من الإنتاج سيحول العراق إلى دولة مصدّرة للمشتقات النفطية بعد أن كان مستورداً لها في العقود الماضية، مما سينعكس إيجاباً على ميزان التجارة النفطية ويعزز الاحتياطي النقدي بالعملة الأجنبية.\n\nواختتم حديثه بالتأكيد على أن افتتاح المصفاة الجديدة سيمثل منعطفاً استراتيجياً في الصناعة النفطية العراقية، ليس فقط من حيث زيادة الإنتاج، بل أيضاً في تطوير القدرات الوطنية في مجالات التشغيل والصيانة وإدارة المشاريع المتقدمة. وأشار إلى أن الوزارة تعمل على تدريب كوادرها الفنية في هذا المشروع لتكون نواة لنهضة صناعية متكاملة في مجال التكرير.

2025-10-23 06:15:20 - مدنيون

المزيد من المشاركات