أعلن المدير التنفيذي لصندوق العراق للتنمية محمد النجار عن عقد اجتماع دولي قريب يتعلق بمشروع طريق التنمية. وأكد النجار انتهاء الدراسة الاقتصادية الخاصة بالمشروع، مشيراً إلى النتائج الإيجابية التي أظهرت توفير مليون و600 ألف فرصة عمل. وأوضح أن صناديق استثمارية عالمية والاتحاد الأوروبي قد تقدمت بطلبات رسمية للمشاركة في المشروع.
وأكد النجار أن مشروع طريق التنمية يمثل محوراً استراتيجياً في رؤية العراق لعام 2050، واعتبره أهم من النفط في تحديد مستقبل البلاد وتحويلها إلى ممر دولي عالمي. وذكر أن الخطوة الأولى لتنفيذ المشروع تتطلب إطلاع الدول المشاركة على ما تم إنجازه من دراسات فنية واقتصادية خلال الاجتماع الوزاري المرتقب.
وأشار إلى أن المشروع لا يقتصر على كونه طريقاً للنقل، بل هو قناة استراتيجية تشمل سككاً حديدية وطرقاً برية وخطوط أنابيب للنفط والغاز والكهرباء والإنترنت، بالإضافة إلى إنشاء مناطق اقتصادية. ولفت النجار إلى أن التسمية الحالية لا تعكس الحجم الحقيقي للمشروع.
وأضاف أن المرحلة التالية بعد الاجتماع الوزاري ستكون المصادقة النهائية على دراسة شركة (أوليفر ويمن)، تليها حملة واسعة لدعوة المستثمرين الدوليين وطرح الفرص الاستثمارية. وأكد أن الالتزامات الدولية تجاه المشروع لم تتراجع بل زادت، مع وجود طلبات من صناديق عالمية متخصصة بالبنى التحتية ودول غير متوقعة، بالإضافة إلى رغبة الاتحاد الأوروبي في المساهمة.
وأوضح النجار أن المسار صُمم ليكون بمعظمه في الصحراء، حيث لا تتجاوز المقاطع التي تحتاج إلى استملاك من 60 إلى 70 كيلومتراً فقط من أصل 1200 كيلومتر. وأشار إلى أن اللجنة العليا برئاسة رئيس الوزراء قد حددت آليات متعددة للتعويض في حال وجود استملاكات.
وبيّن أن المشروع يمتد بطول 1200 كيلومتر وعرض يصل إلى 7 كيلومترات، مما يعادل 24 ألف كيلومتر من المساحات التي ستتحول إلى مدن وطرق ومشاريع تنموية، مشدداً على أن العمل فيه قد يستمر لخمسين عاماً مقبلة.
وأوضح أن المرحلة الأولى ستبدأ مع دخول ميناء الفاو الكبير الخدمة، ليكون نقطة الانطلاق الأساسية لمشروع طريق التنمية، مع وضع خطط لتفادي أي اختناقات في تدفق البضائع. وأضاف أن حجم الاستثمارات المتوقعة خلال العقود الثلاثة المقبلة يصل إلى 150 مليار دولار، وهو ما يعادل عوائد النفط وربما يفوقها، حيث يفتح المشروع آفاقاً واسعة لإنشاء مصانع ومزارع ومدن جديدة، ويتيح فرص عمل هائلة مقارنة بقطاع النفط.
وأكد أن طريق التنمية يشكل قلب رؤية العراق 2050، إذ سيحول البلاد من دولة حبيسة إلى بلد عالمي وممر اقتصادي وتجاري دولي.