تحدث الرئيس السوري أحمد الشرع خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الثمانين في نيويورك عن الواقع في سوريا، مشيراً إلى العلاقات الخارجية والاستثمارات اللازمة لإعادة الإعمار. وناقش الشرع الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الأراضي السورية، وأكد التزام دمشق باتفاق فض الاشتباك لعام 1974.
وقال الشرع: "الحكاية السورية حكاية تهيج فيها المشاعر ويختلط فيها الألم بالأمل، وهي صراع بين الحق الضعيف والباطل القوي الذي يملك أدوات القتل والتدمير". وأضاف: "لقد جئتكم من دمشق عاصمة التاريخ ومهد الحضارات، تلك البلاد التي علمت العالم قيمة الإنسان والتعايش السلمي، غير أن سوريا تعاني منذ ستين عاماً من نظام يجهل قيمة الأرض ويقهر الشعب الودود".
وأشار الرئيس إلى صبر الشعب السوري على الظلم والحرمان، وكيف قوبل بمزيد من القتل والتنكيل. كما ذكر أن النظام السابق استخدم أبشع وسائل التعذيب، بما في ذلك الأسلحة الكيميائية، وخلق الفتن الطائفية.
وأوضح الشرع أن الشعب السوري تعرض لأكثر من 200 هجوم بأسلحة كيميائية، وأنه لم يكن أمامه إلا أن ينظم صفوفه لمواجهة النظام، مما أفضى إلى إسقاط نظام استمر 60 عاماً. وأكد أن العمل العسكري تم دون أي تهجير أو قتل للمدنيين، مبرزاً أن النصر الذي تحقق أعاد للشعب حقه.
كما صرح بأن سوريا تحولت من بلد يصدر الأزمات إلى فرصة لتحقيق الاستقرار والسلام، مشيراً إلى محاولات إثارة النعرات الطائفية التي تصدى لها الوعي الشعبي. وذكر أن الدولة السورية شكلت لجاناً لتقصي الحقائق، وتعمل على تقديم كل من ارتكب جرائم ضد الأبرياء إلى العدالة.
وعن التهديدات الإسرائيلية، أكد الشرع أنها لم تتوقف منذ ديسمبر 2024، محذراً من أن السياسات الإسرائيلية تعرض المنطقة لصراعات جديدة. ودعا المجتمع الدولي لدعم سوريا في مواجهة هذه المخاطر.
كما أشار إلى أن سوريا اتبعت سياسة واضحة تهدف إلى تحقيق الاستقرار الأمني والتنمية الاقتصادية، وطرحت حكومة ذات كفاءات. وأعلن أن سوريا ماضية في إجراء انتخابات للمجلس التشريعي، مع التركيز على حصر السلاح بيد الدولة.
وأضاف أن سوريا استطاعت استعادة علاقاتها الدولية، وتعديل قوانين الاستثمار لجذب الشركات الإقليمية والدولية للمساهمة في إعادة الإعمار. وأكد أن سوريا تعود إلى مكانتها بين الأمم، ودعا إلى وقف الحرب والاعتداءات على الشعوب الأخرى.
اختتم الشرع كلمته بالقول: "الحكاية السورية لم تنته بعد، فهي مستمرة في بناء فصل جديد عنوانه السلام والازدهار والتنمية".