سلط أحدث تقرير حول حالة المناخ العالمي الضوء على التأثيرات الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة، حيث سجل عام 2024 مستويات قياسية في درجات الحرارة وتركيزات الغازات الدفيئة وبخار الماء في الغلاف الجوي.
أشار التقرير إلى أن استمرار ارتفاع حرارة الغلاف الجوي يزيد من قدرته على احتواء كميات أكبر من الرطوبة، مما يزيد من احتمالات الإجهاد الحراري على الأفراد والمجتمعات.
كما ارتفعت الرطوبة النوعية قرب سطح الأرض إلى أعلى مستوياتها فوق اليابسة والمحيطات، حيث أظهر التقرير أن حوالي 90% من الغلاف الجوي كان أكثر رطوبة من المتوسط المسجل بين عامي 1991 و2020.
وارتفع عدد أيام الحرارة والرطوبة العالية على مستوى العالم إلى 35.6 يومًا فوق المعدل الطبيعي، وهو رقم قياسي يفوق ما تم تسجيله في عام 2023 بـ 9.5 أيام، وقد سجلت كثافة هذه الأيام ثاني أعلى مستوى في التاريخ المناخي.
وحذرت الدكتورة كيت ويليت من مكتب الأرصاد الجوية الأميركي من أن ارتفاع الحرارة والرطوبة معًا يضاعف المخاطر الصحية على الإنسان، مؤكدة أن زيادة تواتر هذه الظواهر تدفع المجتمعات إلى ظروف صعبة قد تصل إلى مستوى التهديد للحياة.
وظهر التقرير أن عام 2024 كان الأكثر حرارة منذ بدء السجلات الآلية، والعاشر على التوالي الذي تتجاوز فيه درجات الحرارة العالمية درجة مئوية واحدة فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية. كما سجلت تركيزات الغازات الدفيئة أرقاماً قياسية، حيث بلغ مقدار ثاني أكسيد الكربون 422.8 جزءاً في المليون، والميثان 1930 جزءاً في المليار، وأكسيد النيتروز 337 جزءاً في المليار.
وعلى صعيد الأنهار الجليدية، شهدت جميع الأنهار المرجعية الـ 58 توازناً سلبياً للكتلة، حيث فقدت كولومبيا نهرها الجليدي "كونيخيراس"، فيما أكدت فنزويلا اختفاء آخر أنهارها الجليدية بشكل رسمي.
بالإضافة إلى ذلك، شهد عام 2024 مستويات قياسية من الأمطار الغزيرة والظواهر المناخية المتطرفة، خاصة في المناطق الاستوائية، والتي وقعت خلال فترات جفاف مطوّلة أو في مواسم غير معتادة.
وأكد الدكتور روبرت دان، المحرر الرئيسي للتقرير، أن العديد من الأرقام القياسية المحطمة في 2024 كانت قد سُجلت قبل عام واحد فقط، مما يعكس تسارع وتيرة التغيرات المناخية. كما شدد البروفيسور ستيفن بيلشر على ضرورة إجراء تخفيضات عميقة وسريعة في انبعاثات الغازات الدفيئة، إلى جانب تعزيز إجراءات التكيف لحماية المجتمعات من الآثار المتصاعدة للاحتباس الحراري.